الضغط الأمريكي ما يطَلِّع منكم زيت يا عرمان! .. بقلم: عثمان محمد حسن
التفاصيل
الزيارات: 1073
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
· قد لا يفاجئك العنوان الرئيسي بجريدة حريات الإليكترونية في يوم
4/9/2016 قائلاً:- " يراهن نظام المؤتمر الوطنى على البيع للخارج للمقايضة بقبول قهره للداخل"..
· و لا قول أستاذنا/ محجوب محمد صالح، قبل ذلك بيوم، أن لدى النظام، كما لدى الدول التي تضغط للوصول إلى سلام ( ما) في السودان ".. أوراق يتحركان بها للحصول على التسوية.. و أن السلام الذي قد يتحقق عبر تلك التسوية يظل قاصرا ما دام لا يستوعب كل تعقيدات الأزمة السودانية ولا يشرك كل الأطراف في حلها!"
· بينما يتساءل الأستاذ/ ياسر عرمان عما إذا كان الإتحاد الأوروبي يمول حروب الإبادة الجماعية بتوفير الدعم لمليشيا قوات الدعم السريع.. و عرمان لم يتحدث عن التسوية مباشرة.. و لكن رسالته تشي بالضغوط الممارسة عليهم بغية الوصول إلى تسوية سياسية ما..
· و يحذر السيد/ مصطفى محمود، رئيس تحالف القوى الوطنية، من تحويل مشروع الحوار الوطني الى مشروع تسوية سياسية، و أن التسوية تصب في مصلحة الأجنبي.
· و في يوليو الماضي، أعلن وزير الخارجية الدكتور إبراهيم غندور لجريدة الرياض السعودية عن عودة التعاون ( الأمني) بين السودان و أمريكا بعد سنوات من التوقف.. و قال: "نحن لا نقول هنالك انفراج ولا نتفاءل ولا نتشاءم لكن سنستمر فى الحوار مع الجانب الأميركي".
· و تعتقد صحيفة الـ ( واشنطن تايمز) أن ”.. التعاون ا?ميركي الوثيق مع السودان، ربما يكون جسرًا أبعد مما يجب بالنسبة ?دارة الرئيس ا?ميركي باراك أوباما، و ان الخرطوم تحاول أن تستغل المكاسب ا?ستراتيجية الأمريكية في المنطقة لصالحها ?قناع الإدارة الأمريكية بتعديل تصنيف السودان إلى حليف رئيسي في مكافحة ”
· التسوية.. المقايضة.. المساومة على بقاء السودان أو فنائه.. و السودان و شعبه في سوق النخاسة منذ فترة.. المساومة على أشدها.. أصابع خبيثة تخلط الأوراق.. و العارفون ببواطن الأمور يرون النظام يندفع بسرعة الضوء لتحتضنه الدول الغربية بغية الحصول على " صداقة الشعوب".. ليس لمصلحة السودانيين الذين جاءهم عبود بنوع الصداقة المشرِّفة في زمان مضى، بل لاستمرار النظام في الحكم و القهر و الاستبداد..
· الفارق بين عبود و البشير فارق جد كبير و خطير.. إنه الفارق بين شرف الجندي و بين التنازل عن ذلك الشرف حين تحمي المعارك و تتمدد أسواق العمالة المزدوجة و الارتزاق و رهن الوطن للأجانب من كل القارات..
· إرادة عبود السياسية تدور داخل الوطن و حول الوطن، بينما إرادة البشير السياسية ".. غائبة ولو كانت متوفرة لجاء الحل من الداخل دون أن ترهن الحالة السودانية بمصالح الدول الكبرى" وفق قول أستاذنا الجليل/ محجوب محمد صالح.. و الذي لم يومئ في قوله إلى البشير و رهطه الواقفين في الصف الأول للنظام..
· إن لدى إدارة أوباما مفتاح جاهز لفتح باب سلام السودان عبر ما أسموه ( مشروع السودان).. و ربما لا يسمح الوقت لفتح الباب تماماً في عهد إدارة أوباما، فيتم استخدامه في عهد إدارة هيلاري كلينتون أو ترامب ليسجل التاريخ لأحدهما انجاز المستحيل ( حيث ضحك القدر!).. و ما المكان الذي ضحك فيه القدر سوى السودان بتناقضاته المثيرة للضحك أثناء البكاء..!
· مفهوم لدى العارفين ببواطن الأمور أن ثمة مساومات تمت سلفاً بين أمريكا و أوروبا الغربية من ناحية و نظام البشير من أخرى.. و تهدف المساومات إلى تحقيق سلام مجرد من كل تطلعات الشارع السوداني الصامت حتى الآن.. سلام يأتي و في جعبته تناقضات مستدامة تنخر فيه و لا تلبث أن تودي بالسلام و بالبلاد إلى شظايا!
· و نقول للأستاذ/ ياسر عرمان أن ربط قوات الدعم السريع بمصالح أوروبا لإيقاف الهجرة و الاتجار بالبشر و الاعتراف بقوات الجنجويد، أمر واقع منذ فترة لدرجة أن حميدتي فاخر، في منبر عام، بحمايته لأوروبا من تدفق المهاجرين.. و قد أصبحت هذه القوات جزءً مهماً في معادلة الحرب العالمية على الارهاب.. فلا غرو أن يطالب ( المرتزق) حميدتي دول أوروبا بدفع ( الأتعاب)..
· و أيضاً نقول لا يمكن إخفاء جرائم الجنجويد، أخي ياسر. قد يتم تغطيتها أوروبياً و دولياً.. لكن يستحيل مسحها بما فيها من اغتصاب و إبادات جماعية عن اذهان شرفاء السودان، و كلهم، كل شراء السودان، أقرباء دم للضحايا،..
· الهاجس الذي يلازمنا في الغدو و في الرواح هو أن يختطف اليأس عزيمة المعارضة السودانية.. و أن تنحني ( و معها الجيش الشعبي قطاع الشمال و الحركات المسلحة) للضغوط المتصاعدة عليها للتسوية مع النظام بأي ثمن.. فالضغط الأمريكي عنيف، و بلا هوادة، و نحسه في التحركات المكوكية للمبعوث الأمريكي بين العواصم ذات الصلة بخارطة الطريق و السلام في السودان.. و ما يهمنا نحن ألا تتأثر المعارضة السودانية، بشقيها المدني و العسكري، بتلك الضغوط لدرجة اليأس من ( خيراً) فينا و في الانتفاضة..
· و أوعه الضغط الأمريكي يطَلِّع منكم زيت يطيل عمر ماكينة النظام المهترئة.. يا عرمان!